-A +A
عكاظ (جدة)
أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، تقريره الاستراتيجي في الشأن الإيراني لعام 2018، الذي يقدم من خلاله رصداً وتحليلاً لأبرز التطوُّرات على الساحة الإيرانيَّة، ليُمِدّ القارئ بتحليل دقيق وشامل للحالة الإيرانيَّة، قبل أن يقدِّم أرجح السيناريوهات المتوقَّعة خلال الفترة القادمة. وتضمَّن التقرير ثلاثة أقسام رئيسية: الشأن الداخلي، والشأن العربي، والشأن الدولي.

يتناول الشأن الداخلي خمسة ملفَّات، أولها الملف الآيديولوجي الداخلي الذي اتسمت تفاعلاته بالعنف المتبادل بين أطراف العلاقة الآيديولوجية الثلاثة في إيران، وهم النظام والشعب والحوزة. وفي الملف السياسي تطرق التقرير إلى تراجع شعبية الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد الانسحاب الأمريكي من الاتِّفاق النووي، إضافة إلى الضربات المتتالية التي تعرض لها من التيار المحافظ، والضغط على تيار الاعتدال داخل حكومته، والذي طال وزير خارجيته محمد جواد ظريف.


ولفت الملف العسكري إلى المحاولات الإيرانية لتطوير قدراتها العسكرية رغم العقوبات المفروضة عليها. أما الملف الأمني فأشار إلى أبرز حدثين أمنيين شغلا الشارع الإيراني لأشهر عدة: الأول عملية إطلاق النار التي تَعرَّض لها العرض العسكري الذي أقامه الحرس الثوري بمناسبة الذكرى السنوية للحرب الإيرانية، والثاني اختطاف جيش العدل البلوشي 12 جنديًّا من قوات الحرس الثوري وقوات حرس الحدود. وبرز الملفّ الاقتصادي محورًا للتطورات السياسية في إيران على جميع مستوياتها داخليًّا وإقليميًّا وخارجيًّا، إذ تناول تردِّي الأوضاع الاقتصادية الداخلية، وتوقع زيادة التراجع الاقتصادي بسبب العقوبات الأمريكية على إيران.

أما الشأن العربي فتناول المحاولات الإيرانية لتوسيع نطاق نفوذها وعبثها بالأمن القومي العربي والإقليمي جرَّاء تدخلاتها الخشنة بالميليشيات المسلحة المعاونة في العراق وسوريا واليمن، وأثر ذلك على العلاقات الإيرانية-الخليجية.

وفي الشأن الدولي برز ملف العلاقات الأمريكية-الإيرانية، إثر نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلص من إرث سلفه الرئيس باراك أوباما في ما يتعلق بملف إيران والدفع باستراتيجيته الجديدة تجاه إيران خطوات إلى الأمام. وتناول ملف العلاقات الإيرانية-الأوروبية، الموقف الأوروبي من الاتِّفاق النووي وتعهد دول الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي بالعمل على حماية المصالح الأوروبية مع إيران، ومحاولاتها تدشين آلية مالية للتبادل التجاري والمالي بين الطرفين. وفي ملف علاقة إيران بروسيا عرض التقرير أثر الانسحاب الأمريكي من الاتِّفاق النووي على العلاقات الإيرانية-الروسية واستغلال موسكو الفرصة للاستثمار في إيران. أما ملف العلاقات الإيرانية-الصينية، فلفت إلى رفض الصين الإملاءات الأمريكية على السياسة الاقتصادية الصينية في ما يتعلق بالتعامل التجاري مع إيران، لتظلّ الصين الشريك التجاري الأول لإيران. وفي ملف العلاقات الإيرانية-التركية فبرزت الشراكة الاقتصادية بين البلدين، والتنسيق في الأزمة السورية.

جدير بالذكر أن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، معهد أهلي غير ربحي مستقلّ، يقدّم استشارات ودورات تدريبية ودراسات استراتيجية واستشرافية متخصصة في الشأن الإيراني، فيما حاز مؤخرًا على مراتب متقدمة في التصنيف العالَمي الصادر عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية لعام 2018/2019، إذ جاء في المركز الأول سعوديًّا والتاسع على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي المرتبة 28 في قائمة أفضل مركز للدراسات الإقليمية المتخصصة على مستوى العالم، فيما دخل التصنيف الدولي الشامل لأول مرة وحصد المركز 169 على مستوى العالَم، ومن بين أفضل المراكز الجديدة في التصنيف العالَمي السنوي لمراكز الدراسات.

ويصنِّف تقرير جامعة بنسلفانيا مراكز الدراسات مرتَّبة في أهميتها على مستوى العالَم وعلى مستوى الأقاليم الجغرافية والحقول الموضوعية للعمل والإنتاج على المستوى العالَمي، طبقًا لمجموعة من المؤشّرات، تتضمن إدارة وتنظيم الموارد البشرية والفكرية، والإنتاج الفكري والعلمي، ودرجة التأثير في عملية صناعة القرار وتوجيه السياسات.